القرآن الكريم سيّد الكتب السّماويّة
"الدّرّة الحسناء من نونيّة أبي الخنساء"
عثمان انجوغو تياو
بسم الله الرحمن الرحمن
آمَـنْتُ بالْكُـتُب الَّـتِي قَدْ أُنْـزلَتْ --- وَحْـيًا عَلى مَنْ أرْسِـلُـوا بِـبَـيَـانِ
كُـتُبُ السَّـمَاءِ تَـقَدَّسَتْ وَتَـنَزَّهَتْ --- عَنْ كُـلِّ عَـيْبٍ ثُـمَّ عَنْ نُقْـصَـانِ
آمَـنْتُ بالصُّـحُفِ الَّـتِي قَدْ أُنْـزِلَتْ --- هَـدْيًا عَلى يَـدَيِ الْخَلِـيلِ الـدَّانِي
وَأقِـرُّ مَا نَـزَلَتْ عَـلى مُـوسَـى مِنَ --- التَّـوْرَاةِ إرْشَـادًا مِـنَ الرَّحْـمَـانِ
وَكـذاكَ مَا نَـزَلتْ عَلَى عِـيسَـى مِنَ --- الإنْـجِـيـلِ لِلإرْشَـادِ وَالإعْـلانِ
وَزَبُــورُ دَاوُدٍ أُقِــرُّ بِـأنَّـــهُ --- عَـمَرَ الْقُلُـوب لِـغَايَـةِ الْعُـمْـرَانِ
أمَّـا مُحَـمَّـدُنَـا شَـهِـدْتُ بِأنَّـهُ --- قَـدْ جَـاءَ بِالتِّـبْـيَانِ وَالْفُـرْقَـانِ
فَـكِـتَابُـهُ رَوْحٌ وَرَحْـمَـةُ رَبِّـنَـا --- وَهُـدًى وَمَوْعِظَـة ٌمَـعَ الرَّيْـحَـانِ
فَـكِـتَابُـهُ نُـورٌ لَـنَـا وَسَـلامَـة ٌ --- وَشِـفَاءُ مَـا فِي الْقَـلْـبِ مِنْ أدْرَانِ
قدْ دَاخَلتْ كُتبَ السَّـمَا زَمَنًا يَـدُ التْـ --- ـتَـبْدِيـلِ وَالتَّحْـريفِ وَالإدْهَـانِ
حَـتَّى أتَـى الْقُـرْآنُ وَهْـوَ مُحَـصَّنٌ --- مِـنْ رَبِّـهِ وَمُـحَافَـظٌ بِـضَـمَانِ
فَـهُوَ الْكِتابُ الْمُعْجِـزُ الْخَالِي عَنِ الْـ --- أخْـطَـاءِ وَالأغْـلاطِ وَالألْـحَـانِ
وَهُـوَ الْكِتابُ الْكَامِلُ النَّـائِي عَنِ التْـ --- ـتَـبْدِيلِ وَالتَّحْـريـفِ وَالنُّقْصَـانِ
عَجزَ الأُوْلى كَـفرُوا عَنِ الإتْـيَانِ مَـا --- هُـوَ مِثْـلُـهُ مِنْ سُـورَةٍ لِـقِـرَانِ
وَالْجِـنُّ مِثلُ الإنْـسِ لَـوْ جَمَعُوا عَلى --- إتْـيَانِـهِ اجْـتَمَعُـوا عَلى عَجْـزَانِ
إنَّ النُّــبُـوَّةِ صَادَفَـتْ أيَّــامَ مَـا --- قَـدْ فَـاقَتِ الْبُـلَغَاءُ فِي الْعُـرْبَـانِ
لَـكِـنَّهُمْ عَـلِمُوا يَـقِـيـنًا أنَّـهُمْ --- عَـجزُوا عَنِ التَّعْـريضِ وَالإتْـيَـانِ
أنَّـى لِـغَـيْـرهِمُ وَكَانُـوا عِـنْدَهُمْ --- فِـي غَايَـةِ الإفْـصَاحِ وَالسَّـيَـلانِ
قُـلْ أخْـطَأ النَّـظَّامُ مِثْـلُ الْمُـرْتَضَى --- قَـالاَ بِقَـوْلِ الصِّـرْفِ وَابْنُ سِنَـانِ[1]
فَـاللهُ يَـجْـزي أمَّـةً قَـدْ ألْـجَـأوا --- أقْـوَالَ أهْـلِ الصِّـرْفِ لِلْكُذْبَـانِ
بَـلْ ألَّـفُوا كُـتُـبًا تُـفَـنِّدُ رَأيَـهُمْ --- فِي مَـسْألِ الإعْـجَـاز لِلْـقُـرْآنِ
فَـاقَ الْخَـطَابي فِي "الْبَـيَانِ" فَـفِيهِ مَا --- يَـشْـفِي غَلِـيلَ الْبَاحِثِ الْهَجْفَـانِ[2]
وَالْبَـاقِـلاَنِـي أيَّـدَ الإعْـجَـازَ فِي --- "إعْـجَـازهِ" وَكَـذا أَبُـو عُـثْـمَانِ[3]
قَدْ جَـاءَ فِي "الأسْـرَارِ" أبْلَـغُ حُجَّـةٍ --- وَ"دَلائِـلِ الإعْـجَـازِ" لِلْجُرْجَـانِي[4]
وَالرَّافِـعِـيُّ لَـهُ بُحُـوثَـاتٌ حِـسَا --- نٌ فِي مُـؤَلَّـفِـهِ الْعَـلِـيِّ الشَّـانِ[5]
إعْـجَازُهُ الأعْـلى أتـى فِي نـَظْمِـهِ --- مَبْـنَاهُ مَـعْ مَعْـنَاهُ مُنْـتَـسِقَـانِ
بَـلْ كُلُّ لَـفظٍ فِي النُّصُوصِ يُطَابقُ الْـ --- ـمَعْـنَى الْمُـرَادَ لَـهُ بِلاَ مَيَـدَانِ[6]
حَـتَّى وَلَـوْ حَاوَلْتَ تَعْـويـضًا بِـمَا --- قَـالُـوا يُـرَادِفُـهُ عَـلى الإمْـكَانِ
لأتَـيْتَ نَـظْمًا سَـاقِـطًا لا شَـكَّ أوْ --- أحْدَثتَ فِي الْمَبْنَـى اضْطِرَابَ مَعَـانِ
فَـ "وَقِـيلَ يَا أرْضُ ابْلعِي مَاءَ" السَّـمَا --- هِـيَ آيَـةٌ فَخُمَتْ عَلى التِّـبْـيَـانِ[7]
هِـيَ آيَـة ٌتَـعْلُو بَلاغَـتُـهَا عَلى الْـ --- ـجَـوْزَاءِ وَالْمِـرِّيـخِ وَالْكَـيَـوَانِ
هِـيَ آيَـة ٌبِـجَـمَالِـهَا وَجَـلالِـهَا --- كُـسِيَتْ مِنَ الذُّهْـبَانِ وَالْمرْجَـانِ
كُـسِيَتْ مِنَ الذُّهْـبَانِ وَالمرْجَـان وَالْـ --- ـعِـقْـيَانِ وَالشَّـبَهَانِ وَالصَّرَفَـانِ
هِـيَ ظَاهِـرٌ إعْـجَازُهَا الأعْـلى بِـهِ --- خَـرَسَتْ شَـقاشِـقُ مُفْصِحٍ بِبَيَـانِ[8]
هَـذا مِـثَـالٌ ظَاهِـرٌ فَـتَـأمَّـلُـوا --- إنْ كُـنْـتُـمُ أهْـلاً لِـهَذا الشَّـانِ
بَـلْ إنَّ فِـيهِ فَـصَاحَـةً وَفَـخَامَـةً --- وجَـزَالَـةً تَـبْـدُو لِـذِي إزْكَـانِ
وَطَــلاوَةً وَحَــلاوَةً وَطَــلاقَـةً --- وَنَـضَارَةً وَأنَـاقَـة الْـبُـنْـيَـانِ
هَـذا مِـثَالٌ بَـيْنَ أمْـثِـلَـةٍ فَـمَـا --- مِـنْ آيَـةٍ إلاَّ أتَـتْ كَـجُـمَـانِ
وَالْمُـعْـجِـزَاتُ مِنَ الْكِتابِ عَدِيـدَة ٌ --- فَالْغَـيْبُ وَالأخْـبَارُ مُعْـجـزَتَـانِ
هَذا الْكِـتابُ كَلامُ رَبِّـي غَـيْرُ مَخْـ --- ـلُـوقٍ بِـلاَ شَـكٍّ وَلا نُـكْـرَانِ
مَنْ قَالَ غَـيْرَهُ فَـهْوَ أكْـذبُ كَـاذِبٍ --- فَـاهْجُـرْ لِـقَوْلِ الْكَاذِبِ الْخَـوَّانِ
إنَّ الْـكَـلاَمَ مُـعَـلَّـقٌ بِـكَـمَالِـهِ --- وَالضِّـدُّ مَنْقَصَـةٌ لَـدَى الأذهَـانِ
قُـلْ إنَّ رَبِّـي لَـمْ يَـزَلْ مُـتَكَـلِّـمًا --- مَا شَـاءَ أنَّـى شَـاءَ غَـيْرَ جَبَـانِ
فِي سُورَتَـيْ "كَـهْفٍ" أتَـاكَ وَ"تَـوْبَـةٍ" --- لَـفْظُ الْكَـلامِ بِأوْضَـحِ الْبُرْهَـانِ[9]
قَـدْ قَـالَ بالْـقُـرْآنِ وَهْـوَ كَـلامُـهُ --- وَمِـدَادُنَـا وَالـرَّقُّ مَخْلُـوقَـانِ
فَالصَّوْتُ صَوْتُ الْقَـارئِينَ حَـقِـيـقَـةً --- لَـكِنَّ مَا نَـتْـلُـو مِنَ الرَّحْمَـانِ
فَكَلامُ رَبِّـي لَـيْسَ يُشْـبـهُ قَوْلـة َالشْـ --- ـشُـعَـرَاءِ وَالرُّجَّـاز وَالْكُهَّـانِ
أتَـرَى كلامَـهُ يُـشْبـهُ الشِّـعْـرَ الَّذِي --- قَـدْ قَـالَـهُ الضِّلِّيـلُ فِي الأوْزَانِ[10]
أوْ يُـشْبـهُ النَّـظْـمَ الَّذِي قـدْ صَاغَـهُ --- صَوْغًا عَـبيدُ الشِّعْـرِ فِي جَهْـدَانِ[11]
أوْ قَـوْلَ عَـنْـتَـرَةَ بْـنِ شَـدَّادٍ وَقَـوْ --- لَ مُهَلْهِـلٍ وَالنَّـابِـغِ الذُّبْـيَـانِي[12]
أوْ يُـشْبـهُ السَّـجْـعَ الَّذِي قَدْ قَـالَـهُ --- قُـسٌّ وَسَـطِّـيحٌ مِـنَ الْكُـهَّـانِ[13]
أتَـرَى يُـبَاريـهِ قَـريـضُ سَـمَـوْألٍ --- فِـي نَـوْعِهِ وَالأخْطـلِ النَّصْـرَانِي[14]
أتَـرَى يُـعَارضُ مَا لِـشِـعْـر أمَـيَّـةٍ --- فِي الْحُكْـمِ وَالأخْـبَار وَالْبُـنْيَـانِ[15]
كَـلاَّ وَحَـاشَـا أنْ يَـجيءَ بـمِـثْلِـهِ --- قَـوْلُ اللِّـسَانِ وَمَـنْطِقُ الإنْسَـانِ
لَـمْ يَـخْلُ قَـوْلُهُمُ مِنَ الأغْلاطِ فِي الْـ --- أوْزَانِ وَالأخْـطَـاءِ وَالألْــحَـانِ
وَتَـنَـافُرِ الْكَـلِـمَاتِ مِـثْلِ رَكَاكَـةٍ --- وَتَكَـلُّفٍ وَتَصَـنُّـعِ السَّلَـطَـانِ[16]
لَـكِنَّ قَـوْلَـهُ قَـدْ أتَـى مُـتَـنَـزِّهًا --- عَـنْ أيِّـمَا لَـحْـنٍ لَـدَى الآذانِ
سُـبْـحَـانَ رَبٍّ قَـالَ بِالْقُـرْآنِ وَهْـ --- ـوَ كِتابُـنَا الْمَحْفُوظُ جِـدُّ مُصَـانِ